أعمالى الأدبية

في قفص الاتهام

 

حضرات المستشارين

سادتي - القضاة

موكلي الماثل أمامكم

لا تعرفُ الجرمَ خُطاه

فصاحبه الصون والعفة

باعثةُ المال والجاه    

المجنيُ عليها

هي مَلكة الجناة

***

لا يغيرنكم وجهها الغض

وما تُظهر عيناها

فتلك العينان

لا تَعرفان للشرف معناه

سلبت هذا المسكَين براءته

استنفذت كُل قواه

أخذت قلبه ودينه

أخذت دنياه

نهبته كل شيءٍ

حتى أصبح يعيش بلاه

أحس بريح الغدر

عن يمينه ويساره

رأى موكلي

ما لا أحد رآه

بدأت القصة

يوم قرر أن يركب موج الشعر

محلقاً في سماه

تحدث شعراً

تغنى شعراً

بكى شعراً

***

فلم يكن له سوى الشِعر

ولم يكن للشعر سِواه

ثم أصابه ما أصابه

واعتراه ما اعتراه

عندما رأى جمالاً

تركع لع الجباه

يستغيث به صارخاً

يا ويلتاه

أفلا من شريف

في عصر العصاَه

فصمم أن ينقذها

من مخالب الجورِ ورُعاه

وشق البحر

كموسى بعصاه

وأخرجها من اليم

لتحتمي بحماه

فأسكنها فسيح قلبه

وسقاها دماه

وزرع دنياها شعراً

بدفء حبه روَّاه

***

فتركته وولتْ

ليقع فريسة حزنه وشقاه

تمردت عليه

من أجل آخر

ذي مالِ وجاه

وبات وحيداً

يردد صداه

تمور الذكرى بوجدانه

ويرددُ صداه

تهده آهاته

فيردد صداه

إلى أن وجد حلاً

يخرجه من شجاه

أظلمت الدنيا في عينيه

والغدرُ أعماه

فاقتلع خنجر حبها

من صدره بيمناه

وغرسهُ في صدرها

بكل ما ربه أتاه

وكررها مراراً

فلم تكتفي

بطعنة يديه

ثم أتاكم مُسَّلماً

تسوقه قدماه

قصة موكلي

لا تحتاج لدفاع ومحاماة

ولا تتطلب منكم

في الحكم من معاناة

ان برأتموه

فسيعيش قتيل الغدر ورعاه

وان اعدمتموه

فسيموت شهيدا لإباه

02/04/1994م جنوب أفريقيا