أعمالى الأدبية

وقع البعاد

مروع وقع البعاد

وحشة، وعذاب، وسهاد

كم يحن قلبي للذكرى

كم أفتقد الافتقاد

ما عاد شيء يسعدني

لا مال، ولا زاد

الدمع في حلقي يخنقني

قد مللتُ العناد

وسيوف عشقي المسلولة

تبات ثكلى في الاغماد

فلا تظني اليوم صغيرتي

أنني لم أذق الإتقاد

فقد حُرقتُ مراراً

حتى صرتُ رماد

القضية صغيرتي

بكل حياد

هي أن كلينا

في الحب تعيسٌ

فقد كتب على قلبينا الحداد

دواؤك ليس عندي

فأنا أضنى العباد

وجراحي لا تداوي جراحك

بل ستتركها في ازدياد

فلا تعجبي صغيرتي

وانتظري الميعاد

ميعاد حبك آت

قدم يوماً أم زاد

أما أنا

فعلى وحشة الدربِ...

معتاد

دمعي في حلقي يخنقني

فقد أعتنقت العناد،،،

07/10/1995م

 

في قفص الاتهام

 

حضرات المستشارين

سادتي - القضاة

موكلي الماثل أمامكم

لا تعرفُ الجرمَ خُطاه

فصاحبه الصون والعفة

باعثةُ المال والجاه    

المجنيُ عليها

هي مَلكة الجناة

***

لا يغيرنكم وجهها الغض

وما تُظهر عيناها

فتلك العينان

لا تَعرفان للشرف معناه

سلبت هذا المسكَين براءته

استنفذت كُل قواه

أخذت قلبه ودينه

أخذت دنياه

نهبته كل شيءٍ

حتى أصبح يعيش بلاه

أحس بريح الغدر

عن يمينه ويساره

رأى موكلي

ما لا أحد رآه

بدأت القصة

يوم قرر أن يركب موج الشعر

محلقاً في سماه

تحدث شعراً

تغنى شعراً

بكى شعراً

***

فلم يكن له سوى الشِعر

ولم يكن للشعر سِواه

ثم أصابه ما أصابه

واعتراه ما اعتراه

عندما رأى جمالاً

تركع لع الجباه

يستغيث به صارخاً

يا ويلتاه

أفلا من شريف

في عصر العصاَه

فصمم أن ينقذها

من مخالب الجورِ ورُعاه

وشق البحر

كموسى بعصاه

وأخرجها من اليم

لتحتمي بحماه

فأسكنها فسيح قلبه

وسقاها دماه

وزرع دنياها شعراً

بدفء حبه روَّاه

***

فتركته وولتْ

ليقع فريسة حزنه وشقاه

تمردت عليه

من أجل آخر

ذي مالِ وجاه

وبات وحيداً

يردد صداه

تمور الذكرى بوجدانه

ويرددُ صداه

تهده آهاته

فيردد صداه

إلى أن وجد حلاً

يخرجه من شجاه

أظلمت الدنيا في عينيه

والغدرُ أعماه

فاقتلع خنجر حبها

من صدره بيمناه

وغرسهُ في صدرها

بكل ما ربه أتاه

وكررها مراراً

فلم تكتفي

بطعنة يديه

ثم أتاكم مُسَّلماً

تسوقه قدماه

قصة موكلي

لا تحتاج لدفاع ومحاماة

ولا تتطلب منكم

في الحكم من معاناة

ان برأتموه

فسيعيش قتيل الغدر ورعاه

وان اعدمتموه

فسيموت شهيدا لإباه

02/04/1994م جنوب أفريقيا

 

 

 

 

واصبحت سيدة

وأصبحت سيدة..

تهوى السفر

تعشقُ السهر

وترى كل مبادئي

محاولة لإثبات الرجولة

وأنهيت يا رفيقة الطفولة

كل أحَلام الطفولة

أبهرتك نظراتهم

أسعدتك تعليقاتهم

فأعمتك الأضواء الصاخبة

وانسقت خلف...

من يدقون للبهتان طبوله

ونسيت في لحظة غرور

طهارة حبنا

بكل سهولة

***

وأصبحتِ سيدة...

لا تعبئينَ

بما أكن بداخلي

لا يهمك أن أقوله

كل ما يهمك الآن...

هو نظرة اعجاب

محاولة اجتذاب

أو كلمة معسولة

فأنت تطربين للنفاق

ولا تبحثين أصوله

***

وأصبحتِ سيدة...

تعيشين ألف قصة حب

وترحلين كل يوم درب

وتقتطفين قلوب الرجال

قلباً بعد قلب

ثم تبتسمين في نشوة

وتستعجبين

لماذا لا يفهم ضحاياك

أنك بطبعك ملولة

لماذا يقفون إزاءك

موقف المسؤولة

***

وأصبحتِ سيدة...

فسقطت من عرش البراءة

مدنسة بالتيه

في طوفان الثناء

تتأملين هطوله

تصدقين أن لواحظك سهامٌ

وأن رموشك سيوفٌ مسلولة

وأنه إن نظر إليك سيدٌ

سقط عبداً لا يجد من يعوله

وهكذا أصبحت سيدة...

فدعيني الآن أقول

ما جئت لأن أقوله

أحذري أن تخطئي

خطأ من سبقوك

أحذري أن تصدقي

ما يقال عن

عينيك الناعستين

أو ثغرك العذب

أو نبراتك الكسولة

فكل ذلك سيقال

لمن سمحت على نفسها

مثل هذه المقولة

فعودي إلى صوابك

قبل فوات الأوان

عودي لمن لا يسألك

سوى الطهر والحنان

عودي إليَّ الآن

مرفوعة الرأس

قبل أن تعودي إليَّ...

مذلولة.

 

18/03/1994م جدة

 

دعاء

يا استجابة الدعاء

يا نبع الحب والصفاء

يا شمس خلود

ونقاء النقاء

البعد يضنيني

ويؤرقني... اللقاء

تغارُ منك النجوم

وتحسدك الظباء

الطبيعة بأسرها

تقف إزاءك

موقف العداء

فما من سلاح

إلا وللطبيعة منه دواء

سوى جمالك

فليس

حياله من رجاء

يقفُ كل شيء حولك

منكس الرأس في حياء

وأنا أغار منهم جميعاً

لأنهم يتمتعون

بوجهك ذي الضياء

أغارُ على ثغرك

من الماء

وأغار على أناملك

من الألف والباء

لم أعهد الحب أنانية

ولكن غيرتي عليك

ولاء

لا أجد أبداً

من عشقي لك اكتفاء

أنت أنا

وغداً لنا فلا يُحزنك حاضرنا

وما به قد جاء

فشمسنا مختفية خلف الغيوم

كما يختفي رغد العيش

خلف العناء

وستعود أيامنا ثانية

وسيحال بكاؤنا لغناء

فإلى يوم تلاقينا

سأعيش من وفاء لوفاء

سأدعو كل شيء شرينا

وسأدعو الله في انحناء

أن يلهمنا الصبر ليدفينا

من برد الوحدة في الشتاء

سأدعو الله حبيبتي

والله لا يرد الدعاء

 

05/04/1994 جنوب أفريقيا

 

سخرية شيطان طموح

 

 

أنا لم أدعوكِ صغيرتي

فقد قادك الاستطلاع

لم أغرر بك

أو ما نحو ذلك

ولم أرتد أي قناع

أنت جئت من حيث لا أدري

بينما كنت ألملم جراحي

أغرت عليّ جميع النواحي

لم تنتبهي للوحة المعلقة على بابي

"الدخول على مسئوليتك الخاصة"

فلا تندمي الآن

لن ينفعك الندم

دخلتِ بقدميكِ وكرَ العقارب

ولا نَعرفُ في عرفنا كلمة "هارب"

الدخول هنا مجاناً

ولكنه أبدي

فلن ينقذك دعاء الأقارب

فقط اقبلي ما كُتب لك

ودعيك من "ليت" و "لعل"

فتلك كلمات مغلوبٍ لغالبْ

بيعي لي روحك

وسأريكِ دنيا العجائبْ

أنزعي عن نفسك الضمير

وعاونيني في أن نقلب

كل موجب لسالب

عندها نسحب كرسياً ونجلس

لنتفرج على معشر آدم

يتخبطون ملحداً براهب

أليست هذه دنياكم

تقتلون الحب

وتصنعون المحارب

تدعون أن السلام شرعكم

وفي سبيله تقتلون الطفل والشائب

قائلين ألا خطأ في النظرية

إنما هو إختلاف في وجهات النظر

عبارات فارغةُ القالب

لا أعلم لماذا أحاول اقناعك

أنت شئت أم أبيتِ ملكي

فأنا ملاحٌ وأنت قارب

وستكملين معي مسيرتي

التي منذ بدء الخليقة

من أجلها أحارب

سأثبت أن الإنسان غدرٌ

فقد فُطر بنو البشر

على وحوش بمخالب

وسأتوَج أنا وعشيرتي

على عرش هذا الكون

بلا مخالب

نعترفُ أن الشر يسري في عروقنا

لا نخشى له أي عواقب

الفرق بيننا وبينكم صغيرتي

أننا لم ندمن النفاق. 

11/05/1994م القاهرة