أعمالى الأدبية

الساعة العاشرة

عندما تكونُ الساعةُ العاشرة

تتلوى أمامي ماجنة

أصبحُ معها مجرماً هارباً

أمامي وخلفي عقاربٌ ثائرة

عقربُ ثوانٍ يمرُ بطيئاً

وعقربُ دقائق تُطل مستكبرة

ثم عقرب ساعات طويلةً

يرمقني بنظرات حقد ساخرة

لا أذكر أين بدأت ركضي

وليس لنهاية دربي بادرة

كيف ضللتُ أنا طريقي

وهمت شوقاً بليال ساحرة

لم بيدي نسجتُ كفني

واستبدلتُ دنياي بالآخرة

بحق أغلى شيء على قلبك

أرفقي بزفرات صدري الحائرة

وأجيبي على سؤالٍ واحد

ماذا أفعل بتلك الدائرة...؟؟

الزمنُ الآن لا يعني شيئاً

فقط دقاتُ قلبٍ مكررة

ذابَ أمسي السعيدُ بغدي

تلاشى ما كان بالذاكرة

ستدقُ الآن الساعةُ العاشرة

وستهيج العقاربُ الكاسرة

وسأظل أنا وحدي أعدو

منتصراً في لعبة خاسرة

22/04/1998م جدة

حالة انعدام

عقلي في حالة انعدام

وقلبي صار من رُخام

مُظلمٌ صامتٌ، حُطام

أسدل الستارُ على حبنا

غادرَ المتفرجون

وأنتهى الكلام

فعلّقتُ مشنقة لعواطفي

لأنها تستحق الاعدام

وحفرتُ مقبرة جماعية

لتهدأ فيها ذكرياتي وتنام

أشعرُ بصمت صراخاتي..

تُذبح سراً في الظلام

صغيرتي..

أعترف أن حبك

بركانٌ

لكنه خامدٌ..باردٌ

سلبيٌ..رُكام

لا تقولي "تذكر كيفَ كُنا"

أنا عقلي في حالة انعدام

31/03/1998م جدة

 

المزاد

قلبي درة نادرة

من قبل الميلاد

كتاب سحر مدفون

خوفاً على العباد

فؤادي لعنة فرعونية

لا يعرفُ الوداد

كتلة صبر عارمة

فخرٌ، وعناد

كم تحمل عذابَ هجرٍ

وذاق سوط البعاد

لا يُباع ولا يُشترى

إنما هو وقفٌ للحداد

نعم ملكته يوماً

عند بيعه بالمزاد

كان تحفةٌ من اقتناها

ذاق جنة الميعاد

لكنك اختلت بقلبي

زهوت، به في الأعياد

لا تلاعبيه

بل تلعبين به

جوادٌ من جملة الجياد

وعبثت بأسفار مقدسة

لا تعرفين الأَبعاد

اصابتك لعنتي...

فأنا طوفانُ نوح

وأنا ريحُ عاد

فأنا دهرٌ صغيرتي

لست دائم الصفو

رمادٌ يخفي اتقاد

وهذا الفؤاد المهمل

كم شيَّد واباد

وصلي المنسي غاية

جاز في سبيلها الجهاد

ما أحلى وصل وصلي

بل ما أحلى في وصلي

الاستشهاد،

أنزع عنك قلبي

والى حيثُ كان عاد

لا يباعُ ولا يُشترى

فقط يقدس عن ابتعاد

كتلة شموخ خالدة

ليس يعرض بالمزاد.

30/01/1997م

 

استقالة

جنة العشق ضاقَتْ

سكن القلبُ نارَه

بعدك حبيبتي مرٌ

وقربكَ هو المرارة

لهيبك صارَ ثلجاً

ليس لدفئك حرارة

قتلنا خسوفٌ كامل

ومشعل الهجر أناره

في تيهك غرقت

وصرختها لك مِراراً

الحب صغيرتي انتصارٌ

وحبك ينضح خسارة

استقالتي.. اقدمها لك

فحبي يعلن انهياره

25/10/1979م .

 

على باب بادئتي

لا أحتاج مقدمة انشائية

ولن انهج اسلوباً خطابياً

فقصتي بدأت حقاً

بقرار مليكتي المفدية

أن أحرم من جنتها

وأبلى فوراً بالحرية

هكذا وبدون تحقيق

حوكمتُ محاكمة علنية

بين عشية وضحاها

لستُ فرداً من الرعية

دُوَّنت في سجلاتها

 مثير قلائل منفيا

وأخذت حياتي يومها

منحني عشوائياً

تجاهلت سبب نفيي

وجهرت بدعوتي السيفية

لن أرضى "بأقصى" و "أفضل"

فكل شيء قليل عليَّ

وبدأت رحلة سلوان

حمقاء، همجية

فهذه سمراء حجازية

وتلك شقراء بيروتية

وسهرات أنسُ..وطرب..

مع إمرأة من أرض الكنانة

وليال حمراء في حضن

قارئة كف..غجرية

حتى قصائدي العطشى

أخذت شكلاً بوهيميا

بلا مبدأ همت وحدي

لا أدافع عن قضية

كل فتوحاتي الرخيصة

كانت لمطامع شخصية

إعتنقت كل الملل

امتلكت ألف هوية

وبين كل فتوحاتي

ومبادئي النرجسية

وسط عظمة انتصاراتي

وسكرة الثناء عليّ

عندما حقاً شعرت

أن هذه الدنيا اليّ

وجدت فجوة بداخلي

منطقة مهجورة منسية

كلا وربي لم تنسَ

فهي أغلى ما لديّ

ولكن النفي أعماني

سجنتُ عواطفي

في أماكن مخيفة

فقصدتُ باب بادئتي

علها ترأف بيّ

عساها تغفرُ نزواتي

ونزعاتي العدوانية

أسبابا هجري

لا أنوي إثارتها

نسيت ماضيها وماضيّ

أتيت رحابها حاجاً

أوعد بتوبة أبدية

وكأن دربي يوم هجرها

كان درباً دائرياً

أن ننتهي سوياً مصيرٌ

فما كان فراقنا...

سوى سخرية قدرية...

19/01/1997م جدة