أعمالى الأدبية

انتشليني

أنتشليني من هذا العذاب انتشليني

حياتي ظلام

وأنت بصيص ينجيني

أنتشليني قبل أن أسقط

أسير ماضي يمحوني

يستنفد آهاتي وزفراتي

ويقلب جميع موازيني

خذيني قبل أن أتمزق

أنزعيني من ذلك الذي

يبدأني وينهيني

ضائع أنا.

أحتاج إليك لتأويني

أنتشليني وخذي مني

كل شيء يحييني

أن أكون جوارك

ذلك حلم يكفيني

أنتشليني وسأفعل

أي شيء تأمريني

سأصبح عاشقاً يسعدني كلامك ويشقيني

عبداً، قراراتك تميتني وتحييني

طفلاً، بيدك مفتاح كل ما يغويني

فقط انتشليني

وكل ما تشائين ستجديني

أسقيني كلاما عسلياً

ومن خلف ظهري اقذفيني

اخدعيني

اوهميني أني أعنيك وأكذبيني

لو تجرعت من يدك سماً، يشفيني

لا تتركيني لآلام الأمس تلغيني

انتشليني

بأغلى شيء لديك انتشليني

02/11/1991م

 

عندما نفذت الذخيرة

مرايا، نهد، وظفيرة

وبخار ينطلق

من مبخرة صغيرة

ودخان ينطلق

من صدري

له دلالات كثيرة

لقد قررت اليوم

لن أُكِمل المسيرة

فخطواتي تتقدم وتتأخر...

على نفس الوتيرة

سأتكئ هنا في خيمتي

مع مارة، ومروة، وميرة

فهن أجمل نساء العشيرة

أحتسي كحوت

وأدخن كقطار

وأمارس الحب

في عز الظهيرة

مارة قبل الغداء

مروة أثناء الغداء

وميرة بعد الغداء

فهي الصغيرة

ثم أضمهن في شغف

لأنام قيلولة قصيرة

فأتابع الكّرَةَ من جديد

بعد الظهيرة

لقد هوت كل أحلامي

أمام الدرهم أسيرة

وأكتشفت اليوم

أني أعشق شكل الدرهم

أعبد عبيره

فمارة تريد دملجاً من نضار

ومروة تريد ثوباً من حرير

وميرة تريد أن احيلها أميرة

وأنا قد أضعتُ سلطاني

ونفذت من حوزتي كل الذخيرة

ولم يعد لي اليوم

سوى دراهمي الحقيرة

سأشتري النساء جملة

وأبيعهن فرادى

وبعدها أجلس

على عرش مملكة النساء

أزفر زفرات انتصاراتي

المريرة...

 

 

 

صغيرتي

صغيرتي...

إن حرمونا الغرام

وسدوا بيننا كل طرق الوئام

وحولوا الأمنيات

الى مجرد أحلام

سأحيل واقعنا حلماً

أعيش فيه بإنسجام

سأستيقظ نائماً

وسيبدأ استيقاظي

 في المنام

عندها سأريك دنيا العشق

التي لا تعرف الخصام

صغيرتي...

إن كان في وصلنا بعض الحرام

الكفر هو أن نفترق

وإن كان في الحب جريمة

فسيغفر لنا رب الأنام

الله أطهرُ عشق

وبعده يأتي حبنا في المقام

صغيرتي...

في حبك وصلت إلى السلام

وصلت إلى حقيقة الكون

إلى عظمة الخالق

الذي أبدعك

آية لمن يشك

دليلاً لمن يضل

ملحمة عندما يعجز الكلام

صغيرتي...

مهما ادّعى اللئام

مهما بنوا بيننا من أسوار

أو غضوا عن هوانا البصر

أو اختبأوا كالنعام

هوانا أبلج

يتلألأ في الظلام

عشقنا خالدٌ

كالبحر، كالنجوم والأهرام

صغيرتي...

بدأت ندائي بالهروب

والآن أنهيه بالإقدام

إن لم ندافع عن حبنا

 سنتحول إلى حطام

سنتحول إلى قطعة من عذاب

إلى الآم الآلآم

صغيرتي...

فلتخلد ذكرى تلاقينا

لتصبح

دفئاً لمن أراد الشمس

غيثاً لمن أراد المطر

عيداً في كل الأعوام

صغيرتي...

سألوذ الآن الى الصمت

وأترك لك باقي الكلام.

19/11/1993م

 

على أبواب الحيرة

غدا أحُبه كهلاً في أوج شبابهِ

عليلاً لا يعرفُ ما أصابَه

وقعَ أسيراً للكآبة

لم يعد يعرفُ ما يفعلْ

أفقدَه الحبُ صوابَه

أفكارُه مشتتة

أصبح نعيمه عذابَه

البارحة كان لها

سر الفرح وأسبابه

كانت ترى الشمس

تشرقُ وأهدابه

كان كلامه مقدساً

عاداته شرائع

وأخطاؤه الصواب

كانت فراشةً في غابته

تلاً في هضبته

كلمة حب في خطاباته

كانت لسؤاله الجواب

ترى ما غيّر كل ذلك

أي حالة إذن تنتابه

لماذا حرقت الغابة

لماذا زُلزِلَت الهضاب

لماذا بلي خطابه

أهو الوداعُ

أم اصبح اليومُ حسابه

أم أنه حبيبٌ جديد

يغررُ بها يفقدها أمل إيابه

أم تُرى يكون قريباً لها

 يستغل صلة القرابة

يبتدعُ عنه

قصصاً كذابة

يريد أن ينسيها بابه؟

خطرت كل هذه الظنون بباله

أرجحته كما تؤرجح الريح سحابة

أحرقتهُ كما يحرقُ المُلحد كتابَه

لم يخطر على باله

للحظة واحدة

أنها ملَّته

كما يملُّ الطفلُ ألعابَه...

27/12/1992م / القاهرة

 

وانت حبيبتي

مع ورقي تبغي وأقلامي

أختبئ تحت فراشي...

أتوسد آلامي..

أخطاء الماضي..

تتراقص أمامي..

تجهد كاهلي..

وتهد قوامي..

تحملني كل ذنوب البشر

لتفسد عليّ أحلامي

أما عن حزني

فهو جبار مترامي..

يبحث عني منذ أعوامي..

صيَّر حياتي ألم

وجعل.. خوفي.. إمامي..

ليتني.. أعود طفلاً

لا يعرف بعد مبادئ الكلام

مشكلتي الأبدية

تعودْ... التهرب من الطعام

ولكن هيهاتْ

فلست إلا ترساً

 في هذه الآلة

فرداً في هذا المجتمع الدامي..

النفاق...

هوائي.. شرابي.. وطعامي..

ضحية مبادئ

لا مبادئ لها

قوانين من صنع الأنام

وأنت يا حبيبتي..

يا رفضي وانسجامي

يا حربي وسلامي

أنت الحقيقة الوحيدة

من بين أوهامي

أنت الشعلة

بين ظلامي

أنت الماء

بعد طوال صيام

أنت الجنة

التي أعيش من أجلها

أنت الأمل

الطاهر السامي

أنت حبيبتي...

وذلك يكفي لشفاء آلامي.

09/10/1992م القاهرة